القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي

القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي

الفلسطينية للإحتلال الإسرائيليI

1)-دور التحالف الإمبريالي الصهيوني

بانسحاب بريطانيا من فلسطين في ماي 1947 أعلن الصهاينة بزعامة أبيهم الروحي تيودور هيرتزل عن قيام دولة إسرائيل في القسم الذي منحهم إياهم قرار التقسيم فأنشئت إسرائيل جيشا منظما ومنظمات إرهابية اشتهرت بأعمال العنف والتخريب وشرعة في طرد العرب من فلسطين وارتكبت مذابح رهيبة في صفوفهم في دير ياسين وأجبرت أكثر من مليون فلسطيني على النزوح إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وأصبحت إسرائيل تسيطر على جزء عام من فلسطين.

ولقد لقيت دولة إسرائيل الدعم والتأييد من طرف الدول الإمبريالية وعلى رأسها و.م.أ وانجلترا ومن طرف هيئة الأمم المتحدة واعترفت و.م.أ وفرنسا وانجلترا واليابان بدولة إسرائيل بعد قيامها سنة 1948.

2)- مظاهر تنظيم المقاومة الفلسطينية للإحتلال الإسرائيلي

- في سنة 1946 أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري والتي هدفت إلى تحرير الأراضي المحتلة منذ سنة1948 باعتمادها على الكفاح المسلح.وفي سنة 1968 انضمت مختلف المنضمات الفدائية الفلسطينية وعلى رأسها منظمة فتح برأسة ياسر عرفات إلى منظمة التحرير الفلسطينية وفي سنة 1969 ترأسها ياسر عرفات وتم الإعتراف بها من طرف الحكومات العربية في مؤتمر القمة العربي بالرباط سنة 1974 كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني.وأصبحت في نفس السنة عضوا ملاحظا للأمم المتحدة وتعتبر معركة الكرامة من أهم العمليات الفدائية التي حققت فيها فتح انتصارا كبيرا على إسرائيل وأتثبت إمكانية كسر التحدي الإسرائيلي.

- ومن مظاهر المقاومة السياسية الفلسطينية

*المشاركة في مؤتمر القمة العربي بالرباط سنة 1974 والإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني.

*مشاركة الرئيس عرفات في أشغال اللجنة العامة للأمم المتحدة في نونبر 1988.

*إعلان الدولة الفلسطينية في المنفى بالجزائر سنة 1988 .

*المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في مدريد حول حل القضية الفلسطينية.

- محطات الصراع العربي-الإسرائيلي على المستوى العسكري سنة 1973II

1)- الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى سنة 1973

أمام قرار التقسيم وتحديات إسرائيل نشبت حرب عربية-إسرائيلية بالمنطقة دامت منذ ماي 1948 إلى يناير 1949.وقد كان من نتائجها توسع إسرائيل في الأراضي الفلسطينية (سيطرت على 77 بالمائة من الأراضي) واعتراف دول أخرى بإسرائيل وقبول عضويتها بالأمم المتحدة وإجماع الحكومات العربية على عدم الإعتراف بإسرائيل.

2)- العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956

قام الصهاينة وبدعم من الدول الإستعمارية (فرنسا وانجلترا) بغارات متوالية على البلدان العربية لإسرائيل منتهكين نصوص الهدنة بين الطرفين وكان أخطر هذه الغارات مشاركة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر 1956 بعد أن قرر جمال عبد الناصر إقامة وحدة بين مصر وسوريا وتأميم قناة السويس.وهو ما اعتبرته الدول الإمبريالية تهديدا لمصالحها.وهكذا فبعد أن بدأت إسرائيل بالهجوم على مصر في 29 أكتوبر 1956 وجهت بريطانيا وفرنسا إنذارا لمصر تطلب منها وقف إطلاق النار وقبول احتلال القوات البريطانية الفرنسية لبورسعيد والسويس والإسماعيلية.وبرفض مصر وقف إطلاق النار قامت فرنسا وبريطانيا بغارات جوية على مصر لاحتلالها.وبفضل الدفاع المستميت للقوات المصرية وتهديد الإتحاد السوفياتي بالتدخل في الحرب اضطرت القوات المعتدية للإنسحاب من الأراضي المصرية.

3)- الحرب العربية-الإسرائيلية لسنة 1967

كان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 وبدأ حركات فتح عملياتها منذ مطلع 1965 من الدوافع الأساسية التي دفعت الكيان الصهيوني للتحرك بسرعة وفرض واقع جديد يضمن له التوسع والأمن ويجر البلاد العربية إلى التسوية السلمية وفق الشروط الإسرائيلية وهكذا فبعد أن عززت إسرائيل قدراتها العسكرية بدأت تقصف مواقع سورية قبل عام من بدأ الحرب وترد عليها سوريا بقصف المستوطنات اليهودية المجاورة وفي أوائل ماي 1967 شنت إسرائيل هجوما مباغثا على كل من مصر وسوريا والأردن فاحتلت صحراء سيناء بأكملها ومرتفعات الجولان بسوريا وما تبقى من الأراضي الفلسطينية.

4)- حرب أكتوبر سنة 1973

أمام تمادي إسرائيل في رفضها التطبيق القرار الأموي 242 (يأكد هذا القرار على عدم القبول بالإستيلاء على الأراضي بواسطة الحرب وعلى سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها سنة 1967 والإعتراف بسيادة ووحدة كل دولة في المنطقة اكتسحت القوات السورية.في 6 أكتوبر 1973 الخط الدفاعي الإسرائيلي في الجولان واقتحم جيش المصري خط بارليت ولكن بمجرد ما لاحت بوادر انكسار الجيش الإسرائيلي سارعت و.م.أ إلى نقل المعدات الغربية المتطورة إلى إسرائيل مما مكن قواتها من استعادة سيطرتها على منطقة الجولان وإيقاف تقدم القوات المصرية عبر سيناء وتتم الإشارة هنا أن الدول العربية أظهرت تضامنا قويا مع مصر وسوريا والأردن في هذه الحرب بإرسالها لقوات عسكرية للمشاركة في الحرب وباستخدام العرب لأول مرة سلاح النفط لمواجهة الدول الغربية.

- مسار االسلام في الصراع الفلسطيني والعربي-الاسرائيلي :III

1- المجهودات السياسية لحل الصراع العربي الإسرائيلي

- أقنعت حرب أكتوبر إسرائيل بضرورة اللجوء إلى تسوية سياسية للصراع العربي-الإسرائيلي مما مهد الطريق لعقد اتفاقية (كامب ديفد) تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة بين مصر وإسرائيل سنة 1978 والتي نصت إلغاء الخلافات بين مصر وإسرائيل وإلغاء المقاطعات الإقتصادية مقابل انسحاب إسرائيل من سيناء سنة 1973 ولقيت هذه الإتفاقية معارضة الدول العربية.

استغلت إسرائيل تصاعد نشاط المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان لاجتياح أراضيه في يونيو 1982.

- في سنة 1987 انطلقت انتفاضة (أطفال الحجارة) واستمرت إلى غاية 1994 نتيجة تزايد عدد مستوطنات اليهود النازحين من روسيا وتفاقم اوضاع الفلسطينيين واتخذت صورة مواجهات شعبية فلسطينية مع قوات الإحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.

- في سنة 1988 تم الإعلان عن قيام دولة فلسطين انطلاقا من قرارات القمم العربية ومن قوة الشرعية الدولية.

- ابتداءا من سنة 1991 انطلقت مفاوضات (الأرض مقابل السلام) في ظرفية تاريخية اتسمت بملابسات حرب الخليج الأولى وبروز القطبية الواحدة فضلا عن الضغوط الأمريكية على أطراف الصراع وسطر مؤتمر مدريد ملامح شرق أوسط جديد تحت رعاية أمريكية من خلال المفاوضات بين العرب وإسرائيل والمفاوضات المتعددة الأطراف حول قضية اللاجئين والمياه الإقليمية والأمن بالمنطقة والتي أسفرت عن توقيع اتفاق غزة وأريحا.

2)- تطورت القضية الفلسطينية بعد 1991 وامتداداتها الراهنة :

يمكن تلخيص هذه التطورات والإنتدابات في المحطات التالية

- اتفاقية أوسلوا للحكم الذاتي الفلسطيني وتحديد أراضي السلطة الفلسطينية بالخريطة بالضفة الغربية وقطاع غزة.

- تعزيز مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل تحت الرعاية الأمريكية والوسطة المصرية في لقاءات (واي ريفر) سنة 1988 وشرم الشيخ 1999 وتعاهدات إعادة الإنفراج والإفراج عن المعتقلين مقابل حظر أشكال الإرهاب والعمل الفدائي.

انتفاضة الأقصى سنة 2000 والتي تسببت في انهيار مسيرة السلام حيث تصاعدت المقاومة الفلسطينية بشكل خلخل التوازنات الإسرائيلية عسكريا اقتصاديا سياسيا.

- انعكاسات أحداث 11 شتنبر 2001 على مسيرة السلام بالشرق الأوسط.