دور التأهيل البشري في القوة الإقتصادية

      دور التأهيل البشري في القوة الإقتصادية

- التأهيل البشري وبعض خصائصهI
1)- مفهوم التأهيل البشري
- المفهوم القديم كان التأهيل البشري مقتصرا على كمية ما يحصل عليه الفرض من سلع وخدمات مادية أي كلما استطاع الفرض أن يحصل على المزيد من تلك السلع والخدمات كلما ارتفع مستوى المعيشة ومن ثم زادت رفاهيته وتحققت التنمية البشرية.
- المفهوم الحديث يهتم مفهوم التأهيل البشري بدعم القدرات الخاصة بالفرض وقياس درجة مستوى معيشته ومدى تحسن أوضاعه المعيشية.وهكذا توسع مفهوم التنمية البشرية وأصبح يشمل إلى جانب المستوى المعيشي للسكان نواحي نفسية مثل الغايات والأهداف الخاصة بالفرض والتي يحقق معها ذاته وطموحاته.

2)- محاور التأهيل البشري
تقوم عملية التنمية البشرية على محورين أساسيين
- بناء القدرات البشرية الممكنة من التوصل إلى رفاه إنساني راق على رأسها العيش حياة طويلة في صحة جيدة واكتساب المعرفة والتكوين العلمي والمهني والتمتع بالحرية.
- التوظيف الكفء للقدرات البشرية في جميع مجالات النشاط الإنساني بما فيها الإنتاج وفعاليات المجتمع المدني والسياسي.

3)- بعض شروط تحقيق التنمية البشرية
تبني سياسة تنموية واضحة الملامح وأهدافا تنسجم مع السياسة العامة للدولة آخذة بعين الإعتبار الخصائص المميزة للمجتمع.
- التنسيق والتكامل بين السياسات السكانية وتشغيل اليد العاملة وتشجيع التعليم مع إشراك جميع الفعاليات (حكومة جماعة جمعيات أحزاب سياسية).
- وجود جهاز مؤسساتي يتولى الإشراف على برامج تنمية الموارد البشرية في الدولة ويتابع تنفيذها وتقويمها.
- تطوير نظام التعليم والتأهيل والتدريب وربطه بالبرامج الإنمائية للدولة حتى تكون التنمية شاملة.

- دور التأهيل البشري لبناء القوة الإقتصادية من خلال نموذجين اليابان وفرنساII
1)- التجربة اليابانية في استمرار تجديد مواردها البشرية لبناء قوتها الإقتصادية
- دولة تفتقر للموارد الطبيعية  أراضي زراعية معادن مصادر الطاقة مما يضطرها إلى استيراد 80 بالمائة من حاجاتها من المعادن و90 بالمائة من حاجاتها من مصادر الطاقة و60 بالمائة من المواد الفلاحية ومع ذلك استطاعت تجاوز نقص الموارد الطبيعية عن طريق التأهيل البشري.
- دور الدولة في تأهيل العنصر البشري في اليابان ويعود تدخل الدولة اليابانية في التنمية إلى عصر نيجي (مرحلة الإقلاع الإقتصادي).وتميزت هذه المرحلة بالوحدة بين السياسيين ومسيري المقاولات وتكوين الأطر المأهلة والإهتمام بالبنية التحتية(طرق سكك موانئ) وخلق مقاولات صناعية ولتحقيق هذه الأهداف قامت الدولة بإرسال بعثات دراسية وجلب تقنيين أجانب للإستفادة من التيكنولوجيا الأجنبية والإهتمام بالتكوين المستمر للعمال بالمصانع وتشجيع البحث العلمي بتخصيص 3.1 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي لهذا القطاع وإنشاء مراكز للبحث العلمي وتقديم مساعدات للمقاولات الصناعية الخاصة كتدعيم القروض والتخفيف من الضرائب والبحث عن الأسواق...والرفع من نسبة التمدرس ومن النفقات على القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والبحث العلمي.وقد كان من نتائج ذلك تحقيق نمو اقتصادي كبير جعل من اليابان قوة اقتصادية كبرى في هذا العالم.

2)- التأهيل العالي في فرنسا
منذ بضع عشرات السنين اشتهرت فرنسا بتيكنولوجيا عالية من خلال إنجازاتها ومقاولاتها في مختلف الميادين...واشتهرت فرنسا أيضا بجودة التكوين في مجال الهندسة في مدارسها العليا والذي يتميز ب
- مضمون علمي وتكنولوجي.
- تكوين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
-إعطاء دروس في التسيير والتدبير.
وتلعب المقاولات دورا في التكوين بإخضاع الطلبة لظروف مماثلة لتلك التي سيمارسون فيها مهامهم من خلال تداريب أو مشاريع محددة.