النظام العالمي الجديد والقطبية الأحادية

النظام العالمي الجديد والقطبية الأحادية

I) السياق التاريخي لظهور النظام العالمي الجديد و القطبية الواحدة

ـ ظهر مصطلح النظام العالمي الجديد في حرب الخليج الأولى وأول من استخدامه هو جورج بوش1 وقد ظهر بعد انتهاء الحرب الباردة و انهيار الاتحاد السوفيتي و سقوط جدار برلين ومن أهم مميزاته انتشار القيم اللبرالية الاقتصادية و السياسية في إطار العولمة و التي استفادة من انتشار المعرفة و تكنولوجية الاتصال.

1) عجلت عواقب الحرب الباردة 2 بانهيار معسكر اشتراكي

ـ العوامل الرئيسية التي ساهمت في أضعاف اتحاد سوفياتي و انهيار.

* تركيبة اتحاد سوفياتي التي كانت قائمة على ضم جمهوريات ذات الاعتراف و الاديان المختلفة قسرا ضمن إيديولوجية واحدة ترفض التعددية و الانفتاح وتقمع الشعوب .

* الانهيار الاقتصادي الذي أصاب روسيا نتيجة الإفراط في بناء ترسانة العسكرية التي امتصت 70% من نفقات عمومية على حساب الأنشطة اقتصادية و خدمات الاجتماعية.

* الهزيمة العسكرية و السياسية التي منى بتا الاتحاد السوفيتي على يد مجاهد في أفغانستان أرهقت سنوات الاحتلال ه لأفغانستان كاهل اقتصاده و نفسية الشعوب مما ساهم في زعزعة استقراره ببطء حتى حدث الانهيار التام سنة 1991

* نتج عن هذا الوضع و منذ بداية الثمانينات تصاعد في حدة المطالبة بالتغيير و بوصول ميخائيل كورباتشيف ممثل الجناح الإصلاحي إلى السلطة 1985-1991 شرع في تطبيق برنامج إصلاحي يسمى البر يستروك .

* البري سترويك إصلاح سياسي و اقتصادي و اجتماعي تهدف إعادة بناء الاشتراكية عن طريق انفتاحها على المبادئ اللبرالية الديمقراطية وإعادة تنظيم الاقتصاد و النهوض بالوضعية الاجتماعية.

* من بين الإصلاحات التي جاءت بها البرستوريكا : إعادة الاعتبار للملكية الفردية للوسائل الإنتاج و العودة إلى اقتصاد السوق أو خلق انضمت فعالة لتسريع التطور الاقتصادي و الاجتماعي و النهوض بالقطاع الاجتماعي لتلبية حاجيات الشعب في الشغل و الصحة و التربية و الترفيه و إدخال إصلاحات ديمقراطية على نظام السياسة المعروفة باسم الكلاصنوست أي الشفافية و على المستوى الخارجي هدفت إلى الحد من السباق نحو التسلح وإنهاء الحرب الباردة لتوجيه موارد البلاد لتطوير الاقتصاد

ـ انتقلت رياح التغيير من الاتحاد السوفيتي إلى دول أوربا الشرقية فأسفرت ابتداء من 1989 عن سقوط أنظمة الحكم الاشتراكي بها وإحلال أنظمة ليبرالية قائمة على التعددية السياسية محلها

ـ انهيار جدار برلين سنة 1989 و توح ألمانيا ثم إلغاء حلف وارسو سنة 1990

ـ انبعثت المطالب القومية داخل الاتحاد السوفيتي مما أدى إلى إعلان الجمهوريات الخمس عشر تباعا مابين 1990-1991 وأسست رابطة الدول المستقلة مما أدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي و انهياره أنهار نظام القطبية الثنائية و ظهر الحديث عن النظام العالمي الجديد.

2) دور انهيار الأنظمة الشيوعية الأخرى في ظهور النظام العالمي الجديد

إلغاء نظام الجمهوريات الشعبية


انتخابات تشريعية


تأسس نظام تعددي


II) النظام العالمي الجديد مميزاته مظاهره ووسائله

1) مميزات النظام العالمي الجديد

* مميزات عسكرية :

ـ مراقبة تزايد تسلح النووي:كوريا شمالية و إيران والحد من التدفق للأسلحة نحو العالم الثالث

ـ تزايد انتشار القواعد عسكرية الأمريكية في المناطق جديدة في العالم

ـ توسع حلف دول شمال الأطلس انضمام دول حلف وارسو.

* مميزات سياسية :

- هيمنة الولايات متحدة على سياسته الدولية أقطب واحد

ـ التحكم في توجيه قرارات الأمم المتحدة

ـ فرض الحصار والعزلة السياسية على الدولة التي تخالف إرادة سياسة أمريكة.

* مميزات عامة :

ـ تزايد عد اللاجئين بين و المهاجر واتساع دائرة الفقر في العالم.

ـ تزايد عدد المجازر في صفوف مد بين (مسلمي بوسنة التوسني)

2) وسائل و مظاهر النظام العالمي الجديدـ

نهاية الحلاب الباردة و القطبية الثنائية وتراجع دور العامل الاديولوجية و العسكري في علاقات الدولية.

ـ اهتمام المجموعة الدولية بالقضايا ذات المحتوى الاقتصادي و الاجتماعي وتجلى ذلك في دعم التكتلات الاقتصادية الجهوية القائمة (كالاتحاد الأوربي) و إنشاء تكتلا جديدة مثلألينا و التنافس على احتلال مكان الصدارة الاقتصادية في ظل النظام العالمي الجديد و الاهتمام بحقوق الإنسان

ـ الهيمنة الأمريكية على العالم (درك العالم) من خلال أداوت القطب الواحد و منها:

* التدخل العسكري للولايات في مناطق كثيرة مثل الشرق الأوسط وأفغانستان للتحكم في أهم مناطق إنتاج النفط في العالم إقامة قواعد عسكرية في قلب العالم القديم استعدادا لأي حرب محتملة مع المنافسين جدد كالصين و روسيا و الهند

* الهيمنة الاقتصادية الأمريكية بإقامة علاقات قوية مع عدد كبير من البلدان و السيطرة على الأسواق العالمية عن طريق شركاتها الكبرى و تحرير التجارة العالمية و سيطرتها على البحار لتقريه سلاحا البحري.

* الهيمنة الإعلامية الأمريكية و التمتلة في ابتكارها لتقنيات جديدة للهيمنة على الأسواق و إنتاج ثقافة جماهيرية تفرضها على الجمهور المتلقي بمختلف و سائل الإعلام لفرض قيمها و تعارفها و نموذج سلوكها و منط حياتها على باقي دول العالم.

* الهيمنة الثقافية للولايات من خلال الإعلام الالكتروني لفرض استعمار جديد يسمى الاستعمار الالكتروني المتمثل في الانتشار الواسع للبرامج عربية لخلق جمهور يتابع البرامج الأمريكية.

* توظيف القطب الواحد لقرارات مجلس الأمن للهيمنة على العالم كفرض الحصار الاقتصادي و التلويح بتشديد العقوبات على بعض الدول مثل إيران كوريا الشمالية و سوريا... ومنح الشركات المتعددة الجنسية من الاستثمار في هذه الدول و تجميد أرصدتها المالية لرفضها سياسة الأمريكية.

ـ تزايد تدخل هيئة الأمم المتحدة لحفض السلام في عالم خصب لزرع بذور العرقية و القبلية و التطرف في الوقت الذي أصبحت تعاني فيه من أزمة مالية خانقة وتخضع لهيمنة الولايات التي أصبحت تعتبر نفسها مسئولة عن العالم.

ـبدأ موضوع العولمة يرسم طريقه في اتجاه الإيديولوجية الليبرالية الجديدة المتميزة بهيمنة الرأسمالية و اقتصاد السوق و العولمة التجارة و الرساميل و إخضاع السياسة لاقتصاد ومن جهة أخرى أضعاف الدول و الشعوب مما أدى إلى ردود فعل تجاه النظام العالمي الجديد.

III) بعض ردود الفعل تجاه النظام العالمي الجديد.

1) تعدد ردود الفعل تجاه السيطرة الأمريكية على العالم.

* داخل الامم المتحدة :

- تزايد انشطة الدول الفقيرة بالمطالبة بنظام عالمي جديد.

- تنسيق الدول المعارضة لهيمنة القطب الواحد لمواقفهم داخل الجمعية العامة.

- مواقف المانيا فرنسا وروسيا خلال حرب العراق مارس 2003.

- اختلاف اعضاء مجلس الامن حول قضايا التسلح بكل من: ايران وكوريا الشمالية.

* داخل بعض الدول :

- وصول احزاب اليسار الى السلطة في بعض البلدان البرازيل , نيكاراغوا , فينزويلا.

- وصول المحافظين في إيران .

- تزايد الاقبال على صناعة الاسلحة النووية : ايران , كوريا الشمالية , الهند , باكستان.

* تزايد نشاط الجمعيات المعارضة لهيمنة القطب الواحد :

- توقيع عرائض المثقفين ضد هيمنة الو.م.أ : فرنسا والمانيا وانجلاترا والولايات المتحة الامركية .

- نمو الجمعيات المعارضة للعولمة والنظام العالمي الجديد في جل مناطق العالم مثل جمعية ( اطاك مونديال ).

2) استمرار الصراعات و التوترات الدولة

ـ إن بروز النظام العالمي الجديد و القطبية الواحدة لم يبلغ ظاهرة التوتر و الصراعات في مناطق مختلفة من العالم و يرجع ذلك إلى الانقسامات السياسية وعدم تكافئ التنمية في العالم و مشكل غياب الديمغرافطية و احترام حقوق الإنسان في العالم بالإضافة إلى تداعيات القضية الفلسطينية و حرب العراق و حرب لبنان.

3) تزايد ظاهرة التطرف و الإرهاب

أسفرت تناقضات النظام العالمي الجديد عن بروز ظاهرة التطرف و العنف السياسي و الإرهاب بأبعاده الإقليمية و العالمية أحداث 11 شتنبر مواجهة الولايات تنظيم القاعدة كثرة العمليات الانتحارية الإرهابية في مناطق متعددة.

4) ردود فعل بعض الدول و المنظمات الدولية

ـ بروز اليابان و الاتحاد الاوربي للولايات على الزعامة الاقتصادية ة الإستراتيجية للعالم بالإضافة إلى الخطر الصين المتصاعد المطالبة المانيا بحق الفيتو داخل مجلس الأمن الدولي.

ـ مواقف بعض الهيئات و المنظمات تجاه العولمة تحت شعار "العادلة المساواة السيادة للشعوب و التقليص من الحركات المتعددة الجنسيات"

ـ مواقف دول العالم الثالث في استقرار من الفوارق الصارخة بين دول الشمال و دول الجنوب و انتشار الفقر و البطالة و التهميش في دول الجنوب.